بقلم: انتصار حمدان- رام الله- دولة فلسطين أيها التربويون... اي اصنام تريدون


أيها التربويون... اي اصنام تريدون


تاريخ النشر : 2012-12-12

بقلم: انتصار حمدان- رام الله- دولة فلسطين

نفتخر في فلسطين بابنائنا المناضلين اللذين اذاقوا الاحتلال الم احتلالهم لارضنا وشعبنا وهوائنا وانساننا... نفتخر في شبابنا اللذين قادوا الانتفاضات... ولكن الغريب اننا في مدارسنا لا يتسع صدر معلمينا ومعلماتنا لاصوات اطفالنا وحركاتهم... اي طالب يخرج عن نسق الهدوء والصمت وقت الحصة يلقى الكرباج في المرصاد. وفي احسن الاحول اذا لم يستخدم الكرباج يلقى التعنيف بالصراخ، دون ان يسال نفسه هذا المعلم او هذه المعلمة عن السبب الذي دفع هذا الطالب او تلك الطالبة لاثارة الضجة في الصف، مثلا يمكن ان يكون الطالب استنزف فترة التركيز التي تحدث عنها العلم التربوي ولم يعد يعني له ما يسمعه شيئا، او ان يكون طريقة تعليم هذا المعلم غير جاذبة للطالب لكي يسمعه. هل هذه الممارسات من الطلبة تستحق العنف الذي يستخدمه المعلمون ضدهم.
او اذا غادر الطلبة غرفة الصف في الدقائق الفاصلة بين الحصة والاخرى هل تستوجب ان تثار ثائرة معلم الصف ويشن هجومه على الطلبة في كرباج ويبدأ بضربهم عن جنب وطرف.
وهذا الطالب المسكين مطلوب منه ان يسكت عن تصرف الاستاذ ولا ينبس بحرف، ولاحظوا اعزائي القراء بانه هو نفس هذا الطالب الذي نفخر به وندعي اننا نربيه في مدارسنا لكي يكون قائد الغد وباني الدولة ومكمل مشوار التحرير.
كيف يمكن ان تتحق هذه الرؤية؟؟؟ وانتم تريدون اصنام في صفوفكم لكي تتمكنوا من تدريسهم، لا تستطيعون الوقوف امام طالب يسأل ويتحرك ويفكر، قمعكم لهم بالمرصاد. وحججكم جاهزة بتوصيف الطلبة بانهم عنيفين واهاليهم لم يستطيعوا تربيتهم.
نحن الامهات في فلسطين نعتذر لكم ايها المعلمون ومدراء المدارس باننا لم ننجب لكم اطفالا صم وبكم وغير قادرين على الحركة لكي تتمكنوا من ادارة صفوفكم وتدريسهم بهدوء دون ان تسمعوا ضجة او صوتا بحيث "ترموا الابرة على الارض تسمعون صوتها"!!!
وانتم ايها المعلمون حين تشاركون في دورات تدريبية وتكون الدورة اقرب الى المحاضرة تصفونها باقصى عبارات الفشل وانتم بالغون عاقلون مدركون لما يدور في الورشات والدورات، وتبداون بالحديث مع زملائكم اللذين بجانبكم وكل دقيقة تتحججون بالسيجارة او الهاتف لكي تخرجوا من قاعة التدريب، الا تشعرون مع طلبتكم المجبرين على الجلوس على مقاعد غير مريحة لمدة 45 دقيقة او 50 دقيقة متواصلة دون حركة.
ايها التربويون ما نوعية الطلبة اللذين تريدون لكي تتمكنوا من تدريسهم دون مشاكل، لم يجدي معكم نفعا كل القوانين والتعليمات التي صدرت لمنع العنف في المدارس.

الستم ابائا وامهات وتشعرون بشعور اباء وامهات الاطفال اللذين تعتدون عليهم بالضرب لاسباب سخيفة الا تفكرون بشعور اهل الاطفال؟؟؟ الا تفكرون باحساس هؤلاء الاطفال والاثار المدمرة لاساليب تدريسكم عليهم؟؟؟ الى متى سيبقى الكرباج هو المتحكم بمدارسنا؟؟ الى متى ستبقى سلطة المعلم دكتاتورية وقمعية؟؟؟ كيف تشعر ايها المعلم حين تضرب طالب لا يصل طوله الى خصرك؟؟ هل تشعر بنشوة النصر والقوة؟؟؟ هل هذه جزء من رجولة لكي تبسط سلطتك على اطفال صغار في الصف؟؟؟
وتشتكون من تدني تحصيل الطلبة وتقوم وزارتكم بوضع الخطط لحل هذه المشكلة، وتستنزفون موازنات لتدريبات وخطط وسياسات جديدة لتحسين نوعية التعليم، ولخلق بيئة امنة للاطفال في المدارس. وانتم على يقين تام بانه لو توافرت كل المواصفات في مدارسنا لبيئة امنة ولدينا معلم يحمل كرباج فلن نصل لا لامان ولا لنوعية تعليم، في حين لو درس ابنائنا في خيم مع معلم تربوي يعلم الاطفال بحب وود ويشيع جو ايجابي نتمكن من تربية قادة يبنوا الدولة ويحرروها، لا اجيال تنصاع بالعصا والكرباج وتقول حاضر سيدي وكانهم في عسكرية. زمانكم ايها السادة المعلمون ليس كزمان ابنائنا، اساليب الامس لا تنفع مع اليوم الا تدركون هذا التغيير!!!
الا تدركون نضال الشعوب ضد انظمة قمعية، ما الفرق بينكم وبين النظام القعمي، انت اياها المعلم في صفك تملك القوة ولك السيطرة، مثلك مثل النظام الحاكم في اي بلد، مع فارق الادوات للقمع. الستم جزء ممن يطالب بالحرية للشعوب وبالحق في التعبير!!! لماذا تصادرون هذه الحقوق عن طلابكم والاطفال اللذين تعلمونهم، الا تحوي مناهجنا مثل هذه الحقوق، فكيف لهذا الطالب ان يستوعبها!! في قوة الكرباج...
انا ام تعبت في تربية اطفالي كباقي الامهات، واحلم بمستقبل واعد لهم، ولا اريد كرباجا من معلم يدمر حلمي ومستقبل اطفالي، ولا اريد ولن اقبل ان يتم التعامل مع ابني وكانه صنم يحشو المعلم المعلومات في راسه بالكرباج، واذا تحرك يمينا او شمالا يقمع او يهدد بالضرب، اريد ان احافظ على نشاط ابني وحركته ولا اريده حجرا صامتا على مقعد غير مريح.
اريد قانون يحمي ابني في مدرسته، ولا اريد تكاتف من التربويين ضد ابني حين يقدم على تقديم شكوى ضد استاذ ضربه، وتقلب الحقائق بان الطالب ضرب الاستاذ، فهل يعقل يا سادة يا تربويين ان يقوم طفل لم يتجاوز الحادية عشر من عمره بضرب استاذ؟؟؟؟
ان لم تحمي ابني قوانينكم يا وزارة التربية والتعليم فالى من نلجأ؟؟؟؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting